بسم الله الرحمن الرحيم
عودي صغيرك على تسلية نفسه بنفسه لكي تتيحي له الفرصة للتفكير والتأمل
في أغلب الأحيان لا يكون لدى الأم بسبب كثرة مشاغلها وقت لتجلس مع الصغير وتلاعبه وتسليه، لذا من
المفيد أن يتعلم الصغير كيف يسلي نفسه بنفسه، ولن تقتصر الفائدة على التسلية فقط، بل سيكون لها
مردودها الإيجابي على نموه العقلي والإدراكي.
فالطفل الذي يعتمد على أمه في كل شيء لن يكون لديه الوقت الكافي لاستكشاف ما يحيط به، على عكس
الطفل الذي تتركه أمه يلهو مع نفسه، فهي تتيح له الفرصة لأن يفكر ويتأمل، ويحاول حل مشكلاته بنفسه،
وبشكل تدريجي سيعتاد في النهاية الاعتماد على نفسه، وتزداد ثقته بنفسه.
وتختلف درجة الإستجابة في هذا الشأن من طفل إلى آخر، فالبعض يولدون ولديهم ميل طبيعي للاستقلال،
والبعض الآخر يحتاجون إلى المزيد من الصبر والتشجيع ليعتادوا الفكرة، ولكن في كل الأحوال يجب توقع أن
الطفل في عمر العام قد يستجيب للفكرة لفترة قصيرة قد لا تزيد على خمس دقائق، لكنه يكون أكثر تعاوناً في
عامه الثاني ويمكن أن تصل المدة إلى 20 دقيقة، وبشكل عام، لا توجد قاعدة محددة في هذا الخصوص، ففي
بعض الأحيان قد يكون الطفل متعاوناً، وفي أحيان أخرى يرفض ويصر على وجود أمه بقربه لأنه بحاجة فعلية لأن
يشعر باهتمامها.
ولتسهيل الأمر على الطفل، يجب ألا نربكه بألعاب كثيرة، بل تكفي واحدة أو اثنتان من ألعابه المفضلة في المرة
الواحدة، على أن تكون آمنة وسهلة الاستخدام مثل المكعبات أو الدمى المصنوعة من القماش أو البلاستيك،
يفضل أن تبقى الأم بجانبه لبعض الوقت، وعندما ينشغل كلياً بلعبته تبدأ في الابتعاد بصورة تدريجية ودون أن
يشعر، ولكيلا يشعر بالوحدة يمكنها أن تحدثه عن بعد من حين إلى آخر.
دمتم فى حفظ الله