حال الغارقين لا يريدون أن يغرقوا بمفردهم ولو حاولت إنقاذهم أغرقوك معهم
وكما قيل : ودت الزانية لو زنت جميع النساء حتى يصبحن سواء
عجباً لهم ! بدل أن يفرحوا لهداية صاحبهم واستقامته يخططون كيف يردونه إلى شواطئ العصيان !
جاءتنا الأخبار أنَّ أحد الشباب سلك طريق الاستقامة وركب سفينة النجاة وبدأ يحافظ على الصلاة ويحفظ القرآن بدأ يتذكر أصحاباً له لا زالوا يغرقون في لجج المعاصي والآثام ودَّ لو أنهم ركبوا معه في سفينة التوبة والنجاة وانضموا إلى قوافل العائدين
زارهم وليته لم يفعل ! وهذه نصيحة لكل تائب وجديد في طريق الاستقامة لا تذهب لأصحاب الماضي وحيداً خذ معك من يعينك على دعوتهم لأنَّ الكثرة تغلب الشجاعة
زارهم يريد لهم الهداية فبدأ الهجوم عليه من كل الجهات أتذكر يوم كذا وكذا وعلت الأصوات وانطلقت الضحكات وقام من عندهم بعد أن جددوا جراحاً ماضية وحركوا في القلب والنفس أشياء وبدأ الصراع من جديد
جاءوه بعد أيام يعرضون عليه السفر إلى مكان قريب بقصد شراء سيارة قالوا له : نريد من يذكرنا بالله ويؤمنا في الصلاة ويعلمنا الجمع والقصر
فزينت له نفسه السفر وانطلق معهم وليته لم يفعل !
هناك حيث يُعصى الله استأجروا شقة مفروشة وتركوه فيها وذهبوا وهم يخططون كيف يعيدونه إلى شواطئ الضياع مرة ثانية أمضوا ليلتهم في سهرة ليلية بين خمر وغناء وهو هناك ينتظرهم اتفقوا مع بغي زانية فاجرة على أن يدفعوا لها الثمن أضعافاً مضاعفة إن هي استطاعت أن توقع صاحبهم في الفاحشة
الله أكبر ! يدفعون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله
أدخلوها عليه ومعها خمر وشريط غناء حتى تكون الليلة حمراء والخمر مذهب للعقل والغناء بريد الزنا خلت به وخلا بها ( وما خلا رجل بامرأة إلاَّ كان الشيطان ثالثهما ) ولا زالت به حتى سقته كأساً من خمر ثم ثانية ثم ثالثة ثم وقع المحظور وانهدم في لحظات بنيان لطالما تعب حتى بناه
نام في فراشه عارياً مخموراً والعياذ بالله ! فلما أصبح الصباح جاء شياطين الإنس يطرقون الباب وضحكاتهم تملأ المكان فتحت الفاجرة لهم الباب فقالوا لها : هاتِ ما عندك ما الخبر ؟ ما البشارة ؟
قالت : أبشروا أبشروا فقد فعل كل شيء شرب الخمر وزنا ثم نام وهو عريان في فراشه الآن !
تباً لهم ولأمثالهم أيفرحون ويستبشرون أن عُصي الله ؟! يفرحون أنَّ صاحبهم زنا وشرب الخمر بعد أن كان يصلي ويقرأ القرآن ؟!
دخلوا عليه ضاحكين شامتين وهو مغطىً في فراشه أيقظوه فلان فلان فلم يجبهم فكرروا النداء فلان فلان فلم يجبهم حركوه وقلَّبوه في فراشه فلم يستيقظ
اسمع الفاجعة صاحبنا شرب الخمر وزنا ونام ومات من ليلته في فراشه على أسوأ ختام إنا لله وإنا إليه راجعون !
يا الله ! أما كان صاحبهم يصلي ويصوم ويقرأ القرآن ؟! أليس قد جاء معهم يريد لهم الهداية فأرادوا له الغواية ؟! لقد دفعوا أموالهم وأوقاتهم ليصدوه عن سبيل الله فهل سينقذونه من عذاب الله أي أصحاب هؤلاء ؟!
وصدق الله حين قال : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا )[الفرقان:27-29].
فلا تصحب أخا الفسق وإياك وإياه ** فكم فاسق أردى مطيعاً حين آخاه