وعد ربنا من اعتصم به لن يخيبه أبدا

والله يا إخواني ذكرت لإخوانكم قبل ذلك أن أخت من أخواتنا الفضليات في مدينة المنصورة أخت تعيش معنا زماننا وبيئتنا سجن زوجها في النظام الماضي سُجن لسبب ما وقد رزقت بطفلة صغيرة وهي أسرة فقيرة من المال لكنها غنية كل الغنى بالاعتصام بالكبير المتعال

تقول لي : مرضت ابنتي مرضاً شديداً وقمت طوال الليل أطببها بنفسي اعمل لها كمادات مياه اعمل الكمادات وأقوم اصلي ركعتين وألجأ إلى الله انتهي من الركعتين أغير كمادات المياه وألجأ إلى الله

تقول لا يوجد في البيت إلا والدي وطفلتي وأنا أصلي وأناجي ربي وهي أخت لا نزكيها على الله جل وعلا تقسم لي بالله تقول لي والله يا شيخ محمد الساعة واحدة ونص اتنين بالليل لاقيت الباب بيخبط مين ؟

الدكتور

دكتور مين ؟

قال الطبيب

تقول فلبست ملابسي وأسرعت خلف أبي وفتح الباب فوجد طبيباً يحمل حقيبته السلام عليكم

وعليكم السلام

فين البنت المريضة ؟

اتفضل يا دكتور دخل الطبيب كشف على البنت كتب الدواء ووقف برة الباب الست والرجل مكسوف يقفل فبيقول الطبيب لأم البنت يلا يا أخت بسرعة لو سمحتي

قالت خير يا دكتور حضرتك عاوز إيه ؟

قال : عاوز الأجرة عاوز قيمة الكشف

فبتقول استحييت قلت له والله أنا اسفة والله لا أملك جنيهاً واحداً

قالها انتي ما عندكيش حياء ؟

طب انتي ما معكيش قيمة الكشف بتصحيني من النوم وتخرجيني من البيت الساعة 2 ليه ؟

قالت له انا أسفة يا دكتور أنا ما اتصلتش على حضرتك أنا أصلاً ما عنديش تليفون في البيت

قال لها : الله هي دي مش شقة فلان ؟

قالت له : لا دا الباب اللي جمبنا

تقول فبكى الطبيب وقال تأذني لي أن أدخل فدخل قُصي علي حكايتك فا قصت عليه قصة حياتها وهي تبكي تقسم لي بالله وهي تبكي تقول لي والله يا شيخ محمد خرج الطبيب احضر الدواء وأحضر العشاء وجعل لي راتبا شهريا ولم يقطع الراتب حتى خرج زوجي من السجن

تقول ونحن أسرة فقيرة معدمة فكنا إذا ضاق بنا الحال أداعب زوجي وأقول له ما تشوف لك سفرية من اللي كنت فيها عشان ربنا يرزقنا .




المصدر : خطبة جمعة الوصايا الخمس للشيخ محمد حسان .

فمن اعتصم به نجاه ومن فوض إليه أمره هداه ومن توكل عليه كفاه
قال جل علاه : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ..(36)}الزمر

أسألك بالله أيها الوالد وأنت أيها الابن العزيز أسألك بالله هل اعتصمت به يوماً وتوكلت عليه يوما ولجأت إليه يوماً فخيبك فأغلق الباب في وجهك فطردك ؟

من داوم قرع الباب فُتِحَ له ومن داوم المناجاة وداوم الاعتصام بصدق اللجأ إليه والله ما خيبه
لا تقل لي هذا كان في زمن الأنبياء والرسل وفي زمن الصحابة رضي الله عنهم والصالحين والأولياء

بل هذا في أمة النبي محمد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فالمواقف كثيرة لمن لجأ إلى الله بصدق فأكرمه وتوكل عليه فكفاه واعتصم به فنجاه وفوض إليه أمره فهداه ويسر له هذا
وعد ربنا من اعتصم به لن يخيبه أبدا .



جرب :

جربت أنت كل علاقة وكل صلة فحاول أن تجدد الصلة بربك وأن تعتصم به وأن تلجأ إليه وأن تفوض أمرك إليه وأن تتوكل عليه وأن تناجيه وحده وأن تقوم في وقت السحر وأن ترفع إليه أكف الضراعة .