السؤال :
( بسم الله ) كيف أتعامل مع الدنيا بعد أن منّ الله عليّ بالحجاب ( النقاب ) والجميع يهاجمنى . كيف أساعدهم وهم أبي وأمى وأكبر مني ، وصفْ لى كيف أصفي قلبي من الدنيا مع أنها كلها ابتلاء إلا اننا نحبها . ومن أين أبدأ تربية نفسي على الكتاب والسنة ؟
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم . والله أدعو أن يصبح أبي مثلك .
الإجابة :
بعض الأخوات الفضليات تظن أن النقاب نهاية المطاف ، فهي تظن أنها إذا انتقبت فقد أدت كل ما عليها ، وغالبا ما تتوهم عداوة من حولها ، والحقيقة أبسط من ذلك ، فعليك أولا أن تتعلمي العلم الشرعي لتعرفي دينك وحق ربك ، وما لك وما عليك ، ثم عليك بحفظ القرآن وتدبره وفهمه ، ثم عليك بزيادة النوافل لكي يحبك الله ويدافع عنك ، وانشغلي بنفسك عن الناس ، ولا تلتفتي إلى محبتهم أو عداوتهم ، مدحهم أو ذمهم .
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، آمين .
وعليك بإصلاح علاقتك بربك فإنه آخذ بناصية والديك سبحانه وتعالى ، وهو القادر على أن يرضيهما عنك ، وعليك ببر أمك وأبيك وحسن معاملتهما وطاعتهما فيما فيه طاعة الله ، وعدم طاعتهما فيما فيه معصية الله ولكن بمنتهى الأدب ، وتجنبي إغضابهما ، واحتسبي الأجر في ذلك، وبرفق اجعليهما يسمعان بعض الشرائط التي تتحدث عن الحجاب وفضله مثل : ( شبهات في وجه الحجاب ).. ولا تتراجعي عن ارتدائك الحجاب مهما حدث حتى ولو اضطررت إلى عدم الخروج من المنزل أبدا .
وأما حب الدنيا فقد قال تعالى : {من كَانَ يُرِيدُ الحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) } ،
ولنا أكثر من شريط يعالج حـب الدنيا وكيفية التخلص منه ، وأما التربية فلديك كتاب الله خير مربّ فابدئي بحفظه ، ولديك سنة النبي محمد صل الله عليه وسلم في الأحاديث وكتب الفقه ، فاتخذي لنفسك منهجا في طلب العلم – وقد يساعدك في ذلك كتاب منطلقات طالب العلم - وسيري عليه واستعيني بالله ، وأكثري من النوافل وفعل الحسنات والاستغفار ، واطلبي من الله الثبات والتوفيق والإعانة . أسأل الله لنا ولك العافية والثبات والنجاة من الفتن .