الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
السبب الأول : التعوذ بالله واللجوء إليه ، والتحصن به ، وما تعوذ المسلم بأفضل من المعوذتين : قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس .
السبب الثاني : تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه ، فمن اتقى الله تولى الله حفظه ، ولم يكله إلى غيره ، قال تعالى : وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:120] .
وقال النبي صل الله عليه وسلم : احفظ الله يحفظك . رواه الترمذي .
السبب الثالث : الصبر على الحاسد، فما نصر على حاسد بمثل الصبر عليه .
السبب الرابع : التوكل على الله ، والتوكل أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد مالا يطيق من أذى الخلق .
السبب الخامس : فراغ القلب من الاشتغال به ، والفكر فيه ، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له ، فلا يلتفت إليه ولا يخافه ، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه ، وهذا من أقوى الأدوية .
السبب السادس : الإقبال على الله، والإخلاص له ، وجعل محبته ورضاه محل خواطر نفسه وأمانيها .
السبب السابع : تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه قال تعالى : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [الشورى:30] .
السبب الثامن: الصدقة والإحسان فإن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد .
السبب التاسع : إطفاء شر الحاسد بالإحسان إليه، قال تعالى : وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34] .
السبب العاشر : والجامع لذلك كله ، وعليه مدار هذه الأسباب هو تجريد التوحيد ، والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب الله العزيز الحكيم .
والعلم أن كل ذلك بيد الله يحركه كيف شاء ، ولا ينفع إلا بإذنه ، قال تعالى : وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُو [الأنعام:17] .
وقول النبي صل الله عليه وسلم : واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك . رواه الترمذي .
فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه ، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله ؛ بل يفرد الله بالمخافة ، وقد أمنه منه وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه ..... انتهى .