الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد الهادي الأمين ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين ، أما بعد :
فلقد طالعتنا وسائل الإعلام بخبر صدم مشاعر المسلمين فى المشارق والمغارب ، ووقع كالصاعقة على أبناء أمتنا فى الأرض المباركة وخارجها ، حيث فوجيء العالم بوجود مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة بالقدس الشريف ، وفي نفس الوقت الذي يلقى فيه أهل غزة المذابح والحصار ويلقى أهل القدس النفي والإبعاد ، وبإزاء هذا الخطب الجلل أصدر ائتلاف القوى الإسلامية والوطنية البيان التالي :
أولاً: إنَّ القضية الفلسطينية قضيٌة إسلاميٌة والحرب الدائرة فوق ثرى فلسطين حرٌب عقدية تمدها أحقاد تاريخية ، والتنازل عن مقدسات المسلمين خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وقد أجمع أهل الإسلام أن تحرير فلسطين إنما يكون بجهاد اليهود الغاصبين ، وأن كل تصرف يقر اليهود على الأرض أو يتنازل عن الحق فهو باطل شرعاً .
ثانيًا : اتفق علماء المسلمين من كل حدب وصوب على رفض ما يسمى بالتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين السليبة ولأقصانا الأسير ، واتفقوا على مقاطعة هذا الكيان الغشوم الظلوم .
ثالثًا : اجتمعت كلمة علماء الأزهر الشريف مع الهيئات العلمية الشرعية ودوائر الإفتاء الرسمية والأهلية على الامتناع عن زيارة الأقصى الشريف أو السفر إليه لما يتضمنه ذلك - بالنظر إلى واقعنا المعاصر اليوم - من إقرار بمعاهدات باطلة ، أو شبهة إقرار ليد اليهود الغاصبة ، لا سيما إذا كانت هذه الزيارات ذات طابع سياسي أو ديني .
وعلى الرغم من وجود أكثر المقدسات النصرانية فى فلسطين المحتلة فقد امتنعت الكنيسة المصرية ومنعت رعاياها عن زيارة هذه المقدسات بما يحقق الإجماع الوطني فى هذه القضية .
رابعًا : إن مخالفة هذا الحكم المستقر لدى جهات الإفتاء الرسمية كافة لا يقبل من آحاد الناس اليوم ، فضلًا عن رأس دار الإفتاء المصرية ولا تجدي فيه أعذار واهية ، وقد صرحت الإذاعة العامة الإسرائيلية بأن الزيارة تمت بالتنسيق مع وزارة الدفاع الإسرائيلية وتحت حراسة أمنية إسرائيلية .
خامسًا : ينضم ائتلاف القوى الإسلامية إلى جموع العلماء والهيئات الشرعية والثقافية والسياسية والوطنية المطالبة للمجلس العسكري بإقالة مفتي الجمهورية فورًا ، والذي كثرت شذوذاته وتعددت مخالفاته ، مع مطالبته بالاعتذار للأمة الإسلامية بعد مساءلته فى مجلس الشعب باعتباره مسئولًا حكوميًا رفيعًا تابعًا لرئيس مجلس الوزراء المصري .
وقى الله أمتنا الزلل ودفع عنها شرور الخطأ والخطل ، والله وحده المستعان وعليه التكلان ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .