الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
كثير من الأزواج يشتكون ويكثرون الشكوى :
لا نشعر بسعادة في حياتنا الزوجية ؛ زوجتي لا تبادلني الشعور بالحب ؛
زوجتي سريعة الغضب ؛ زوجتي لا تهتم بمظهرها أمامي ؛ زوجتي أنانية؛
زوجتي كثيرة الطلبات ؛ زوجتي لا تهتم بالفرائض الدينية ؛
زوجتي ليست على قدر من العلم والثقافة ؛ زوجتي تفتعل المشكلات ؛
زوجتي كثيرة الشكوك والظنون ؛ زوجتي تتأخر في تلبية طلباتي ؛
زوجتي لا تهتم إلا بأبنائها ؛ زوجتي تكره عائلتي ؛ وهكذا :
سلسلة من الأسباب التي يجعلها الأزواج سبباً في فشلهم وفقدانهم السعادة الزوجية التي كانوا ينشدونها
ولو نظرنا في واقع الأمر لوجدنا أن الخطأ ابتدأً هو من الأزواج أنفسهم ، إذ لم يحسنوا الاختيار ولم يدققوا في صفات من ستشاركهم حياتهم ، وستتحمل مسئولية تنظيم حياتهم وتربية أبنائهم .
قال الشاعر :
فكيف نظن بالأبناء خيراً ** إذا نشئوا بحضن الجاهلات ؟!
وهل يرجى لأطفال كمال ** إذا ارتضعوا ثديَّ الناقصات ؟!
لا تصنع الأخطاء ولا تضخمها :
* وقد تكون أخطاء الزوجة من صنع الزوج نفسه ، بحيث يكون هو المتسبب في حدوث تلك الأخطاء وافتعال تلك المشكلات .
* وقد يكون الزوج من النوع الذي يضخم الأخطاء وينسى المحاسن ، فيجعل من الحبة قبة ، ويبني من التصرفات العادية تلالاً من الأوهام والظنون الفاسدة والشكوك المدمرة ، وعلى من هذا حاله أن يعيد النظر في نفسه أولاً ، ويقوم بإصلاحها وتقويمها حتى تكون جديرة بالحكم على الآخرين ، فمن لم يستطع قيادة نفسه أنىّ له أن يتمكن من قيادة غيره !
* وعلى كل الأحوال فالصبر على أخطاء الزوجة وهفواتها أمر مطلوب ، وكل إنسان معرض للخطأ والزلل والنسيان .
قال الشاعر :
من ذا الذي ما ساء قط ** ومن له الحسنى فقط ؟
وقد بين النبي صل الله عليه وسلم أن النقص والاعوجاج من طبيعة المرأة ، وأن المتعامل معها ينبغي ألا يجهل هذه الطبيعة فيحسن إليها مهما كانت تصرفاتها ، قال صل الله عليه وسلم :" استوصوا بالنساء خيرا ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وأن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا "[متفق عليه].
وفي رواية لمسلم :" إن المرأة خلقت من ضلع ، لن تستقيم على طريقة ، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها "
قال النووي رحمه الله : وفي هذا الحديث ملاطفة النساء ، والإحسان إليهن ، والصبر على عوج أخلاقهن ، واحتمال ضعف عقولهن ، وكراهة طلاقهن بلا سبب ، وأنه لا يطمع باستقامتها ، والله أعلم .[شرح صحيح مسلم]