لمن أعدت النار
·والنار أعدت للكافرين والمستكبرين عن آيات الله إعدادا يناسب عنادهم فيجدون من
النار مهادا أي فراشا ويلتحفون أيضا بالنار لقوله تعالى "لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن
فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ" ( الأعراف : 41 ) وقوله تعالى "يَوْمَ يُحْمَى
عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ
فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ " (التوبة :35 ) وهذا هو جزاء المكذبين يكنزون الذهب
والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله. ولقوله (r): " ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا
جعل له يوم القيامة صفائح من نار فيكوى بها جبينه وجبهته وظهره في يوم كان
مقداره ألف سنة حتى يقضى بين العباد ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار"
· كما أنهم في النار لهم شهيقا وزفيرا من العذاب وكذلك هم في النار خالدين لقوله
تعالى " فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ , خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ " ...( هود 106:
107) ويقصد بقوله تعالى هنا مادامت السماوات والأرض " أن السماء غير هذه
السماء والأرض غير هذه الأرض "
· كما أنهم في أعناقهم الأغلال يسحبون بها في النار لقوله تعالى " وَإِن تَعْجَبْ
فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ
الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ " ( الرعد : 5)
· أيضا الظالمون لهم عذاب عظيم فالنار أمامهم ويسقون فيها من ماء صديد يشربون
قهرا وقسرا لا يستطيعون مجرد تذوقه لسوء طعمه ولونه وريحه وحرارته كما أن
الموت يأتيه من كل مكان بكل ما للموت من بشاعة وعذاب ولكنه لا يموت وله بعد
هذا كله عذاب عظيم يخفيه الله في علمه وهذا لقوله تعالى " مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى
مِن مَّاء صَدِيدٍ , يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ
وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ " (إبراهيم 16-17 ) وقوله تعالى "وإن يستغيثوا يغاثوا
بماء كالمهل يشوي الوجوه " وقوله تعالى" إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ , طَعَامُ الْأَثِيمِ , كَالْمُهْلِ
يَغْلِي فِي الْبُطُونِ , كَغَلْيِ الْحَمِيمِ