كنت أقرأ بحثاً حول التنصير .. كان بحثاً مرتباً حول أساليب التنصير واستغلال المواقف والحاجات ..
فكان من العبارات الهامة قول إحدى منظمات الأطباء التنصيرية : ( حيث تجد بشراً تجد آلاماً ، وحيث تكون الآلام تكون الحاجة إلى الطبيب ، وحيث تكون الحاجة إلى الطبيب فهنالك فرصة مناسبة للتبشير ) ..
جعلت بعد هذه العبارة أبحث عن جهودهم في التنصير من خلال التطبيب .. فذهلت بجهود وقدرات ..
ومن ذلك أن منظّمة تنصيرية تدعى ( عملية البركة الدولية) وهي تابعة لمنظمة " شبكة الإذاعة المسيحية" والتي يرأسها منصّر أمريكي يدعى " بات روبرتسون" مرشّح الانتخابات الأمريكية عام 1987 ، قامت تلك المنظمة بتجهيز طائرة لوكهيد ( L-50-1011) وتحويلها إلى مستشفى طائر ضخم بكلفة خمسة وعشرين مليون دولار ، مزوّد بجميع المعدّات اللازمة للعمليات الجراحية والعلاجية ، بحيث يجوب مناطق كثيرة في العالم ويمكث في مناطق محدّدة ومختارة لمدد تتراوح ما بين أسبوع إلى عشرة أيام ، ويقدّم خدماته بالمجّان ، ولكن كانت حقيقة هذا العمل المجّاني هي تنصير النّاس !
فقبل بدء الكشف والعلاج يُسْأل عن ديانته ، ثم يستمع لمحاضرة لمدة عشر دقائق حول المسيح عليه السلام ، وعن دين النّصارى ، وضرورة البحث عن الخلاص في رحاب المسيح ، ثم يعطى كمية من الكتب والنشرات ويُطلَب منه دراستها والحضور إلى عنوان معيّن بعد أيّام !!
يا عجبي .. مستشفى طبّي طائر للتنصير ..، ألا تقدر أمة المليار على مثله ..؟!!
رحم الله الإمام الشافعي لما قال عن المسلمين والطب : ( ضيعوا ثلث العلم ، ووَكلوه إلى اليهود والنّصارى ) .
ومما يزيدنا يقيناً بأهميّة الدعوة في المجال الطّبي وأن المستشفى أرض خصبة للدعوة :
أن الطبيب ذو علاقة جذرية بحياة الآخرين ، فمن من الناس لا يمرض ولا يعتل ؟ كل الناس كذلك – غالباً - لذا ترى الناس يهرعون إلى طلب الاستطباب طمعاً في الشفاء ، ويبذلون لذلك الغالي والنفيس ، ويشعرون بالحاجة إلى الطبيب ويحرصون على التلطف معه .. وإقامة علاقة حسنة .. وكسب رضاه ..
إذن أفلا يجدر بالطبيب أن يغتنم ذلك في بذل نصيحة لامرأة في حجابها .. أو عاق والديه .. أو تارك صلاة .. أو واقع في فاحشة .
وأهم من ذلك نصح المريض .. وبالذات في قضايا العقيدة من رقى وتمائم وأحجبة وغيرها ، والمريض يكون عادة في حالة من الضعف يتقبل فيها ما يشير عليه الطبيب .. فلعل كلمة واحدة منك تنقل شخصاً من الظلمات إلى النور ..