أمور تعين الأنسان على مجاهدة النفس

1- الاستعانة بالله والتوكل عليه وسؤاله أن يثبتك على دينك ، ولذلك كان أكثر دعاء النبي صل الله عليه وسلم : ( كان رسول الله يكثر أن يقول : يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك قالوا يارسول الله : آمنا بك وبما جئت به ، فما تخاف علينا ؟ فقال : نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها .

الراوي : أنس بن مالك .. المحدث : الألباني - .. المصدر : تخريج كتاب السنة - .. الصفحة أو الرقم: 225 .. خلاصة حكم المحدث : صحيح .


وكان من دعائه صل الله عليه وسلم : ( كان إذا رفع بصره إلى السماء قال : يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك .

الراوي : عائشة .. المحدث : السيوطي - .. المصدر : الجامع الصغير - .. الصفحة أو الرقم : 6707 .. خلاصة حكم المحدث: حسن .

2- البعد عن أسباب المعاصي كما تبعد عن المعصية نفسها ، فكما تحرص عن البعد عن الحرام فابعد كذلك عن سبب هذا الحرام ،

ومن أسباب هذا الحرام أن تفكر فيه وأن تسترسل في الفكرة ، فإن الفكرة تجول في النفس ثم يقع لها في القلب استحسان فإن وجدت إعانة من النفس الأمارة بالسوء ومن كيد الشيطان ربما وقع العبد في الحرام بعد أن كان بعيداً منه ، ولذلك كان حقاً عليك أن تنتقل إلى الخطوة الثالثة .

3- فلا بدَّ من قطع هذه الأفكار التي ترد على ذهنك والتي تستقر في نفسك والتي تزين الحرام في قلبك ، فإذا شعرت بورود هذه الأفكار عليك فاطردها عن نفسك واشتغل عنها بذكر الله ،

فإن ذكر الله تعالى يطرد وسوسة الشيطان ، ولذلك كان الشيطان خناساً – أي أنه يختفي ويخنس إذا ذكر الله – كما قال جل وعلا : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ {6} } .

4- الحرص على صحبة الأخيار وجعل هذه الصحبة هي السبيل للثبات على الحق ، فإن الصاحب الصالح يجر صاحبه إلى الصلاح ، كما أن الصاحب السيئ يجر صاحبه إلى السوء والشر ،

وقد ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال : ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل )

الراوي : - المحدث : الزرقاني - .. المصدر : مختصر المقاصد - .. الصفحة أو الرقم : 930 .. خلاصة حكم المحدث : حسن .

5- الحرص على العمل الصالح ؛ فإن العمل الصالح يجر إلى العمل الصالح ، فالحسنة من بركتها أنها تأتي بحسنة ،

كما أن السيئة من شؤمها أنها تجر إلى السيئة ، ولذلك قال تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا }.سورة النساء .

6- تذكر عاقبة ووبال هذه المعاصي لاسيما ما يتعلق منها بالفواحش وخاصة إذا كانت هذه الفواحش مرذولة تنفر منها الطباع ، فلا بدَّ أن تحرص على الفكرة في النتائج التي تترتب على هذه المعاصي ، فكم من لذَّةٍ عابرة أورثت ذلاًّ وندامة طويلين ، ذل الدهر وذل الآخرة ، فاحرص على تجنب أسباب المعاصي وتذكر أن الذنوب تميت القلوب ، وقد أحسن من قال :

رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها

وترك الذنوب حياة القلوب *** وخيرٌ لنفسك عصيانها .

7- عليك بإشغال نفسك بطاعة الله؛ فإن من لم تشتغل بالحق اشتغلت بالباطل ، فاحرص على طلب العلم النافع ، واحرص على حضور المحاضرات الإسلامية ، واحرص على المشاركة في حلقات تجويدٍ لكتاب الله ، وكن من أهل بيوت الله ومن عمّار مساجد الله ، فهذا هو السبيل وهذا هو الطريق وليس أمامك إلا هذا ،

وتذكر فجأة الموت وتذكر هجمته وتذكر سؤال القبر من منكر ونكير ،

بل تذكر قول الله تعالى : { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } .. فهذا هو طريقك وهذا هو سبيلك ..