لا تتسرَّعي .... قفي ... لا تُجيبي .
لأنك قد تقولين اسمي وهويتي ..وقبيلتي
وقد تقولين أنا متزوجة أو................
لا اختى أنا لا أريد اسمك ، بل أريد نفسك .
أنا لا أريد هويتك ، بل أريد هدايتك .
أريدك خاطبة للحسنات مفارقة للسيئات
أعتقد أنك الآن عرفتِ أن الإجابة على .... منْ أنتِ ؟
يجب أن تكون بتمعن فكر وخلجات قلب وآهات لسان وتقدم جوارح .
لمن شاءتْ منكنَّ أن تتقدم أو تتأخر .
أيتها الغالية ... أختي ..
إن أردنا أن نعرف الإجابة على : ( من أنت ؟ ) ، فثمة محطة يجب أن تقفي فيها وقفةً باختيارك وقناعتك .
لنجلس بها جلسة العمر – جلسة المصارحة – جلسة رفيقها معك عقلك ، وقلبك، ولسانك ، وجوارحك .
جلسة يسمع من حناياها آهات واستغفار ، ويُرى بها تلكما العينان وهما تقطران تلك القطرات المحبوبة ، عندها يمكن أن تضعي بطاقة الإجابة مباشرة على هذا السؤال .. من أنت ؟ .
نعم إن الطريق إلى معرفة ( من أنت ) هو كشف حساب تستلميه اليوم فتعدلي فيه المسار ، قبل أن يسلم لك في يوم لا تستطيعين التعديل فيه أبداً ، بل هو شهادة عبور إما إلى الجنة وإما إلى النار ، وكأني بك قد أخرجت كشف حسابك وجلست مع نفسك في غرفتك الخاصة بك .
ونظرة على ذلك الكشف بتأمل وحزن وفرح .. حزن بما صرف من أوقات في غير طاعات ، وفرح بما أودع من حسنات لتبقى هي الباقيات الصالحات ، وصدق الله إذا يقول : {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}[ الليل:4] فكشف الحساب يختلف من بين كل فتاة وأخرى اختلافاً ، كما بين :
السماء والأرض ، الجنة والنار ، النور والظلام ، الهداية والغواية ، البر والعقوق .
وفي نظرة متأملة في كشوف حساب كثير من الفتيات نجد فتاتين :
إحداهما : قلبها يحب الله ، ولذلك أصبح مليئاً بالإخلاص لخالقها ومولاها ، تراقب الله في كل صغيرة وكبيرة لا يهمها إلا رضا الله ، ولا تنظر لمدح الناس وذمهم ، المهم الله لأنها علمت ( أنَّ الإخلاص هو أسرع طريق الجنان ) فجعلت حياتها ومماتها لله رب العالمين .
والأخرى : على العكس من ذلك لا إخلاص ولا خشية بل رياء وسمعة ، المهم أن يرضى الناس حتى لو سخط الله .
وغداً توفى النفوس وما كسبت ...
فمن أنت من هؤلاء؟