بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة مع حياة الإنسان
لو ألقينا نظرة خاطفة على حياة الإنسان في الدنيا لرأينا العجب العجاب ...
والله إني لأعجب كثيرا ممن وهب نفسه للدنيا ونسي الآخرة وكأنه لا يؤمن بها ...
مع علمه بأن المرء ليس له إلا عمر واحد ... و أجل محدود ...
ولن يعطى فوق أجله دقيقة واحدة ليعيشها ...
ومع هذا يكابر ويتكبر ويسوف التوبة و يلهو بالمعصية
ويعيش حياة من لا يموت أبدا !!
{أخي / أختي في الله}
ألست توقن بالموت ... ؟!
ألست تقرأ ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ؟!
أما تساءلت أين سيد الخلق الذي لو ترك الموت أحدا لتركه؟!
( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون )
أين آباءك و أجدادك !! أين الملوك والأبطال ؟
أو ليس غيبهم الثرى وتساوى الملوك والصعاليك في أطباق التراب ؟!
أما لك فيهم عبرة ؟! أما لك فيهم موعظة ؟! وكفى بالموت واعظا ...}
ألم تشاهد منظرا للواعظ الصامت ( القبر ) ؟!
ألم تشاهد منظرا للموطن الساكن
( القبر ) ؟
الإنسان مثله كمثل الشجرة تحمل عددا من الأوراق
التي هي عمره
فكلما سقطت ورقة من هذه الشجرة انقضت سنة من حياة ذلك الإنسان
وفي الختام ... لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يحب الفأل ...
فإقتداءً به لنختم يومنا هذا بالتفاؤل ...
وبأن المستقبل لصالح المسلمين ونصرهم على عدوهم وتمكينهم في الأرض ...
و أن النصر سيكون للإسلام وأهله طال الزمان أو قصر ...}
فينبغي ألا يزيدنا مرور الأيام إلا صلاحا و إقبالا ...
وتمسكا بعقيدتنا الصحيحة وثوابتنا ومبادئنا السليمة ...
فهل نعتبر ونجعل أيامنا القادمة صحائف خير ...
جدير بنا أن نملأها بالحسنات تلو الحسنات ؟؟!!
ولو قدر الله أن تقترف أيدينا وجوارحنا السيئات ف علينا أن نتذكر قوله تعالى :
" إن الحسنات يذهبن السيئات "
وفي الختام اقول :
"اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتبلغنا به جنتك, ومن اليقين
ماتهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وابصارنا
وقوتنا ما احيتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من
ظلمنا، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا
ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا"
اسئل الله لي ولكم العفو والعافيه