بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ...
الحقيقة أن هناك أمرٌ شغل بالي و لا أدري هل أنا محقة أم لا ؟؟
عندما يكتب أحد الأعضاء موضوعاً ثم يستشهد بأبيات شعرية هي أصلاً أغنية .. والكلمات قد تكون غزلية و تحمل معاني الحب .. والحقيقة أنني لا أدري هنا تُنشر مثل هذه القصائد في أماكن أخرى فينقلها لنا أخونا العضو أو أختنا العضوة ؟؟ أم أنهم سمعوا الأغنية و نقلوها " الله أعلم "
مع العلم أنه لا يستخدمها ليقصد بها كاتب الموضوع ولكن رداُ على موضوع الكاتب .. ويرى هذا العضو أن الأبيات تناسب الموضوع ..
والسؤال هو :
ما حكم استخدام مثل هذه الأبيات الشعرية والاستشهاد بها .. رغم ما بها من غزلٍ وحب ؟؟؟
الجواب :
الشِّعر كلام ؛ قبيحه قبيح ، وحسنه حسن
وثبت الحديث بهذا المعنى عند الدراقطني والبيهقي .
قال الإمام النووي : بَاب كَرَاهَةِ تَسْمِيَةِ الْعِنَبِ كَرْمًا .
قَوْله صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَقُولَنَّ أَحَدكُمْ لِلْعِنَبِ الْكَرْم فَإِنَّ الْكَرْم الرَّجُل الْمُسْلِم . وَفِي رِوَايَة : " فَإِنَّ الْكَرْم قَلْب الْمُؤْمِن " ...
قالَ الْعُلَمَاء : سَبَب كَرَاهَة ذَلِكَ أَنْ لَفْظَة ( الْكَرْم ) كَانَتْ الْعَرَب تُطْلِقهَا عَلَى شَجَر الْعِنَب ، وَعَلَى الْعِنَب ، وَعَلَى الْخَمْر الْمُتَّخَذَة مِنْ الْعِنَب ، سَمَّوْهَا كَرْمًا لِكَوْنِهَا مُتَّخَذَة مِنْهُ ، وَلأَنَّهَا تَحْمِل عَلَى الْكَرَم وَالسَّخَاء ، فَكَرِهَ الشَّرْع إِطْلاق هَذِهِ اللَّفْظَة عَلَى الْعِنَب وَشَجَره ؛ لأَنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا اللَّفْظَة رُبَّمَا تَذَكَّرُوا بِهَا الْخَمْر ، وَهَيَّجَتْ نُفُوسهمْ إِلَيْهَا ، فَوَقَعُوا فِيهَا ، أَوْ قَارَبُوا ذَلِكَ . اهـ .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَمَنْ أَقْوَى مَا يُهَيِّجُ الْفَاحِشَةَ إنْشَادُ أَشْعَارِ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مِنْ الْعِشْقِ وَمَحَبَّةِ الْفَوَاحِشِ وَمُقَدِّمَاتِهَا بِالأَصْوَاتِ الْمُطْرِبَةِ ، فَإِنَّ الْمُغَنِّيَ إذَا غَنَّى بِذَلِكَ حَرَّكَ الْقُلُوبَ الْمَرِيضَةَ إلَى مَحَبَّةِ الْفَوَاحِشِ ، فَعِنْدَهَا يَهِيجُ مَرَضُهُ وَيَقْوَى بَلاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ الْقَلْبُ فِي عَافِيَةٍ مِنْ ذَلِكَ جَعَلَ فِيهِ مَرَضًا . اهـ .
وقد يَستشهد الكاتب ببيت من الشِّعر وربما لا يعلم أنه مُغنّى أو أنه من كلمات أغنية أصلاً .
ولا شكّ أن في كثير من كلمات الأغاني ما يدعو إلى العشق والهيام والتعلّق بغير الله ، بل ربما بالتعلق بالصبيان – عياذا بالله - .
وفي ترديد كلمات الأغاني تذكير بها ، وربما حنّ الإنسان إليها بسبب هذا الترديد ، وربما ذكّر غيره بها .
أما إذا تضمّن الشِّعر إثارة الغرائز أو تأجيج العواطف فإنه يُمنع منه ولو لم يكن من كلمات أُغنية .
والشعر كما يُقال : ديوان العرب .
وكم من الكلمات أو المعاني الكثيرة يُعبر عنها بيت من الشعر .
والله تعالى أعلى وأعلم .
الشيخ : عبد الرحمن بن عبد الله السحيم .