هذه المناظرة قامت بتإليفها فتاة في عمر الزهور لا تتعدى السابعة عشر ربيعاً في احدي المناسبات الثقافية ... إليكم هذه المناظرة ...
الفصحى : يا أبنائي .... أين أنتم عمّا يحدث لي ؟ عمّا يحاك ضدي ؟
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أجزع لقول عدائي
أين التي أسمع لها كل هذه الضجة ؟ ... أين التي يدعون إلى استبدالي بها ؟!
العامية : أنا هي .. أنا العامية ..أنا وليدة الحضارة ..والمدني على حداثتها .
الفصحى : وأنا ابنة التاريخ الأصيل ..أنا ابنة الجذور والعراقة .. تناقلني أبنائي جيلاً بعد جيل منذ ألاف السنين ...
العامية : وأنا التي اتسعت لكل ما توصل إليه العلم من منجزات ومخترعات .. تعددت ألفاظي .. في ّ من كل بستان زهرة ...
الفصحى : وأنا التي نزل القرآن بها .. كرمني الله على كل اللغات واللهجات ويكفيني فخراً أني ... وسعت كتاب الله لفظاً وغاية وما ضقت عن أي به وعظات فكيف اضيق اليوم عن وصف ألة وتنسيق أسماء لمخترعات
العامية : وأنا وسعتُ كل اللغات في كل الألفاظ .
الفصحى : أنظري إلى نفسك كيف أنك تبدين كالثوب المرقع لا تناسق فيك ولا جمال ....
العامية : جعلت لكل شعب لهجته الخاصة به ... يعتز بها .. ويتميز بها عن غيره .....
الفصحى : بل قولي أصبحت الشعوب متفرقة لا يفهم بعضهم بعضاً .. لقد فرّقت بينهم ...
وأعدت العصبية الجاهلية المفتنة إليهم ..جعلتهم لا يفهمون قرآنهم وسنة نبيهم ...
العامية : إنك صعبة التعلم على أبنائكِ ..سببت لهم العقدة .. أنا سهلة التعلم والتحدث ...
الفصحى : لم أكن كذلك إلا بعد ظهورك .. بعد دخول الاستعمار إلى بلاد الإسلام ... وتجزئتها إلى دويلات ...
العامية : عرفوا قيمتي ..فأظهروني إلى الوجود ....
الفصحى : بل عرفوا أهميتي في توحيد الأمة الإسلامية .. فأرادوا تفرقتها بزرعك في أراضيها وهذا هو أسلوب أعداء الإسلام .. فاستيقظوا يا أبناء الإسلام .. أعيدوا إلىّ شبابي قد كدت أندثر .. إنها صرخة ألم ... نداء أم لأبنائها ...
فهل من سامع ؟ وهل من مجيب ؟