بسم الله الالتطبيق الثاني (الرضف بالحجارة):
أخرج الحاكم في (المستدرك) ج4/ص238 عن عبدالله بن مسعود رفع الله تعالى مقامه أنه قال:"أصاب رجلاً من الأنصار مرض شديد فوصف له الكي، فأتوا النبيّ فأعرض عنهم، ثم أتوه فأعرض عنهم، ثم قال في الثالثة أو في الرابعة: إن شئتم فارضفوه رضفًا" ذكر الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتابه (العين) ج7/ص28ه (الرضف: حجارة على وجه الأرض قد حميت) وقال الصاحب بن عباد في كتابه (المحيط في اللغة) تحت مادة الرضف مايلي: (الرضف: حجارة على وجه الأرض قد حميت بالشمس أو بالنار).
وفي هذا الحديث دليل جديد على تفضيل الكماد أو الرضف على الكي، وسكوت النبي صلى الله عليه وسلم بعد سؤال أصحابه وأعراضه عنهم وإعطائهم بديل آخر غير الكي وهو الرضف شاهد قوي على ذلك التفضيل.
ثانياً: الماء البارد:
التطبيق الثالث (الاغتسال بالماء البارد):
في مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة نصح الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم أمته باستخدام الماء البارد في حالة ارتفاع درحة حرارة الجسم نقتصر على ذكر أثنين:
الأول: قوله صلى الله عليه وسلم : "إذا حم أحدكم فليسن – وفي رواية أخرى فليرش عليه من الماء البارد من السحر ثلاث ليال" – كتاب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ أبو الحسن الهيثمي حديث رقم 8344).
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: "أيما أحد فيكم أخذه الورد فليصب عليه جرة ماء بارد" – (مسند الحارث بن أبي أسامة) حديث رقم 567 والورد المذكور في الحديث الثاني هو الحمى كما ذكر ذلك علماء اللغة، منهم الجوهري في كتابه (الصحاح) قال في ج2/ص549 (والورد: يوم الحمى إذا أخذت صاحبها لوقت، تقول: وردته الحمى فهو مورود) والعلاج بالماء البارد أمر معروف ومشهور لكل من خالط كتب السنة المشرفة وتوسع في مطالعتها لدرجة دفعت شيخ الإسلام ابن حجر إلى القول : (إن الرعدة تعقبها الحمى وقد عرف من الطب النبوي معالجتها بالماء البارد) أنظر (فتح الباري بشرح صحيح البخاري) ج8/ص555.
رحمن الرحيم