بسم الله الرحثالثاً: التدليك أو (الغمز)
التطبيق الخامس:استخدام اليد في علاج الإصابات أو Manual Therapy:
روى علي بن حسام الدين المشهور بالمتقي الهندي في كتابه (كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال) ج7/ص213 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وغليم له حبشي يغمز ظهره، فقلت: يا رسول الله أتشتكي شيئًا قال: (إن الناقة تقحمت بي البارحة) و(الغمز) لفظة عربية فصيحة كانت تستخدم في الماضي ومعناها الكبس والعصر باليد (انظر لسان العرب لابن منظور ج5/ص388) ويقابلها في عصرنا الحديث لفظة التدليك، وأما معنى (تقحمت) فقد ذكر الزمخشري في كتابه الفائق في غريب الحديث ج3ص69 مايلي:
(القحمة: الورطة والمهلكة، ومنها قالوا اقتحم الأمر وتقحمه، إذا ركبه على غير تثبت وروية، الكلام أيضًا للزمخشري في كتابه الآخر الموسوم بأساس البلاغة تحت مادة (قحم).
وورد في استخدام واستعمال التدليك أحاديث أخرى منها ما رواه أيضًا عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بخصوص شجرة الزيتون: "ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة" سنن ابن ماجة 3319 ومعنى الائتدام هو الطعام والأكل, واستخدام أي نوع من الدهون أو الزيوت على الجسم لا يكون إلا باستخدام اليد من خلال حركات معينة ومحددة وهذا التدليك بعينه أو كما يسمى في السابق (الغمز)، وقد أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن لزيت الزيتون آثار مهدئة عند استخدامه على الجلد مباشرة.
وهكذا يتبين مما تقدم أن طرق العلاج الطبيعي بأشكاله المختلفة كانت موجودة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، استخدمها ونصح بها أمته من أجل تخفيف الأوجاع ومظاهر الألم.
من الرحيم