جاء عن الرسول (ص): ((إنّ
خير نسائكم الولود، الودود، العفيفة، العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها،
المتبرّجة مع زوجها، الحصان على غيره، التي تسمع قوله، وتطيع أمره)) (1).
ثم قال (ص) في عملية إجراء مقارنة بين الخيرات من النساء وغير المناسبات منهن:
((ألا أخبركم بشرار نسائكم: الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم-وليس المقصود أن العقيم شريرة فقد تكون فاضلة مؤمنة كريمة، لكنها غير صالحة لإنجاب الولد-، الحقود، التي لا ترتدع من قبيح، المتبرّجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا حضر، لا تسمع قوله ولا تطيع أمره))(2).
فهذه
تسع خصال أو صفات عن رسول الله (ص) توضع بين يدي كلّ شاب وشابّة يبحثان عن
الزواج وفق الشروط التي تحقق له النجاح، وبالتالي فهي مواصفات من لدن خبير
بصير يضعها بين يدي كل امرأة مسلمة ورجل مسلم، وهي:
- (الإنجاب) فجمال الحياة الزوجية وحلاوتها تكتمل بالذرية الصالحة، وإن كان البعض يبحث عن المرأة التي لا تنجب لعدم حاجته عن الأطفال.
- (المودة)
وهي الحب الهادئ العميق الذي جعله الله بين الزوجين حيث يحاول كلٌ منهما
إظهاره للأخر للتعبير عن شكره لله الذي منَّ عليه بشريك صالح محب هنّأ
حياته.
- (العفّة)
وهي مطلوبة في الفتاة قبل الزواج وبعده، حتى تكون موضع ثقة زوجها
واطمئنانه وراحة باله، وحتى يسري هذا الخلق الرفيع في بناتها فيما بعد،
والعفة عن الحرام مطلوبة من الطرفين.
- (العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها)
وهاتان خصلتان مترابطتان، فمن خصال المرأة الفاضلة والشابة الصالحة أن
تكون عزيزة في أهلها منيعة،تحمي نفسها من أن يتحرس بها أحد ليست مائعة بل
محترمة، لكنها إذا دخلت بيت الزوجية تستحيل ـ طوع إرادتها ـ إلى ذلولة مطواعة لزوجها، فلكل مقام مقال، ولكل بيت أسلوبه الخاص في التعامل والتعاطي.
ولا
يعني الحديث الشريف الذلّة انسحاق الشخصية، ولكن ترك كلّ ما من شأنه أن
يعبّر عن الغرور والتكبّر والعجب والافتتان بالنفس والتعالي وما إلى ذلك، أي إنّه (تذلّل) وليس (ذلّة) وهو في عرف الحب والمعاشرة جميل مطلوب لأنه تعبير عن المرونة واللطف.
- (المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره) وهاتان أيضاً خصلتان
متكاملتان، فالمرأة الناجحة والزوجة الصالحة هي التي تجد فرصتها ـ في ظل
الزواج ـ لإطلاق الحرية لجمالها أن يعبر عن روعته، ولجسدها أن يتفنّن في
إظهار رشاقته وفتونه في حرم الزوجية، لكنك إذا رأيتها خارج هذا الإطار،
رأيت العفيفة المحتشمة التي لا توحي إلا بالوقار والصلاح والحياء والمنعة.
- (التي تسمع قوله وتطيع أمره)
فيما لا يغضب الله ويسخطه، فقول الزوج مسموع لديها طالما فيه رضا لله،
وأمره مطاع طالما أنه صدى لأمر الله، وإلا إذا كان معاكساً لتعاليم الله،
ماحياً لها، فـ ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))(3).