الجمال والدين والمال:
الجمال مطلوب، وقد جاء عن رسول الله (ص): ((إذا أراد أحد أن يتزوّج المرأة فليسأل عن شعرها كما يسأل عن وجهها، فإنّ الشعر أحد الجمالين))(10).
وإذا
اجتمع الجمال والحسب والمال والدين فهذا من كمال السعادة وتمامها، وإذا لم
يتسنّ كلّ ذلك، فالأولوية لذات الدين، لأنّ الجميلة غير المحافظة محنة
وفتنة على الزوج.
وقد ورد في الحديث عن النبي (ص) ((إيّاكم وخضراء الدمن، قيل: وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء))(11).
فالحسناء التي
نشأت في بيت وبيئة فاسدة وليس لها دين، لا يكفي جمالها وحده، وقد تكون
سبباً لتشويه الأسرة والبيت والمستقبل والأطفال.. فالجمال يذوي ويضمحل مع
الأيام، فإذا لم يكن هناك إيمان وفضيلة، فماذا يبقى من المرأة؟ إنها تكون
كمزهرية جميلة ولكن ليس فيها زهور جميلة، يقول تعالى : {وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}((البقرة: 2/221.)).
والخلاصة كما جاء رسول الله (ص): ((لا تزوجوا النساء لحسنّهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهنّ، ولكن تزوجوهنّ على الدين))(12). وقد مر بنا الأثر الكبير لهذا الشرط في نجاح الزواج وديمومته.
إعرف الفتاة من خلال أمّها:
من
المنصوح به عملياً أن يدرس الخاطب سيرة الأم وسلوكها وتعاملها الزوجيّ
والأسري، فالفتاة ـ كما تؤكد الأمثال الشعبية التي صاغتها التجارب ـ كثيرة
الشبه بأمها، فهي تلتقط خصالها وصفاتها منذ طفولتها، والأم تعتبر المعلّم
الأول والمثال والقدوة بالنسبة لبناتها، فإذا كانت الأم صالحة يمكن لك أن
تتوقع زوجة صالحة من خلال التنشئة الصالحة، والعكس صحيح، ولكلّ قاعدة شواذ.
نعم، فقد تلتقي بفتاة أكثر نضجاً
من أمها، وأكثر ثقافة ووعياً لعصرها، ولكنّ بصمات الأم تحفر في العمق من
وجدانها، ويمكنك ببساطة أن تتلمّس بعض ملامح شخصية الأم في ملامح شخصية
الفتاة مهما بلغت من الثقافة والوعي.
ففي الوقت الذي ندعو إلى أن تحرص كلّ أمّ على صياغة شخصية ابنتها لتكون ربّة منزل ناجحة، وزوجة صالحة، وأمّاً مربّية وسيدة إجتماعية، نرى أنّ أمام الشاب فرصة أخرى أو عاملاً إضافياً لمعرفة فتاة أحلامه، وذلك بمقارنتها بأمّها.
كما ينبغي معرفة أخلاق إخوان الفتاة التي ترغب الزواج منها وسيرتهم وسلوكهم، فالحديث الشريف يؤكّد أنّ ((الخال أحد الضجيعين))(13) . وكثيراً ما تناقلت الأمثال الشعبية هذا المعنى في وراثة الأبناء لبعض خصال وخصائص وصفات أخوالهم.