بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد ؛
فإنَّ الناظر إلى حال الإخوة في سوريا يرى عجباً ، قمعٌ رهيب من عدوهم ، وصبرٌ شديدٌ يقابلون به هذا البلاء ، وصمت مقيت من إخوانهم ، والله من وراء عدوهم محيط ، ونصره لأحبابنا في سوريا قريب .
وهذه جملة رسائل تتعلق بالشأن السوري ..
الرسالة الاولي إلى الطاغية الأكبر ؛ بشار أخزاه الله
والرسالة لهؤلاء الطغاة لن تبلغهم أو تنفعهم ، ولكن لما كانت بشارةً للمؤمنين بزوال عرشهم كان لابد من ذكرها والتذكير بها .
لا يظنن أحدٌ أنَّ الله غافل عن الظالمين ، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم : « إِنَّ الله لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ » قَالَ ثُمَّ قَرَأَ : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [هود/102] متفق عليه .
وهذا الحديث ذكَّر به المصلحون أقوامهم قبيل زوال عرش الفرعون ، وقبل أن يُهلك الله القذافي ، وها أنا أذكر به قبل أن يُدكَّ عرش الطاغية بشار لعنه الله .
إنَّ الظالم ملعونٌ على لسان المظلومين ..
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً *** فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عينك والمظلـوم منتبـه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم
أولم يسمع هذا الخبيث إلى قول نبينا صل الله عليه وسلم : « كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلا الرجلُ يموت مشركا أو يقتلُ مؤمنا متعمدا » رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان .
قال الحسن البصري رحمه الله : " والله لو تمالأ أهل الأرض وأهل السماء على قتل مؤمن لأدخلهم الله النار جميعا" رواه سعيد بن منصور في التفسير .
وليس غريباً ألا يعتبر هؤلاء الطغاة بمصير بعضهم وما حلَّ بأسلافهم الذين مضوا من قبلهم ، فإنه لو كان لهم عقل لمنعهم عقلهم من الظلم والبغي ، وإنما يعقل العقلاء ، { فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ } [الحشر/2] ،
وقد قال ربنا : { إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ } [يونس/96، 97].
د. مهران ماهر عثمان
الي الرسالة الثانية :
https://rida.forumegypt.net/t318-topic#329