الرسالة الثانية إلى أعوان الظالم والذي يعين الظالم ظالم مثله .
قال تعالى : { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ } [هود/113].
وقال عن فرعون وما حلَّ به من العذاب وبمن عاونه وناصره ممن لبَّس عليهم واستخف عقلهم : { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ } [القصص/40]،
وفي الآية فائدتان :
الأولي : أن من أعان ظالماً كان ظالماً { فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ }.
الثانية : أن مصير الظالم ومن أعانه واحد لا فرق بينهما فيه .
وقد ثبت عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، أن النبي صل الله عليه وسلم قال لكعب بن عُجْرة : « أعاذك الله من إمارة السفهاء » قال: وما إمارة السفهاء ؟ قال : « أمراء يكونون بعدي ، لا يهتدون بهديي ، ولا يستنون بسنتي ، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ، ولا يردون على حوضي ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم ، وسيردون على حوضي » رواه أحمد .
والذي يعين الظالم مسخوط عليه حتى ينزع ..
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ ، أَوْ يُعِينُ عَلَى ظُلْمٍ ، لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ » رواه ابن ماجة .
هذا المعين ، فكيف بالمعان ؟!!
وفي المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : « من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله و ذمة رسوله ».
وقد جاء رجل إلى سفيان الثوري رحمه الله تعالى فقال : إني أخيط ثياب السلطان فهل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال سفيان : بل أنت من الظلمة أنفسهم ، ولكن أعوان الظلمة من يبيع لك الإبرة والخيوط .
د. مهران ماهر عثمان
الي الرسالة الثالثة :
https://rida.forumegypt.net/t319-topic#330