الرسالة الخامسة إلى المجاهدين في شامنا الحبيب
يا أهل الشام : النصر حليفكم ، والله معكم .
فعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « لَا يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ » متفق عليه ،
ولمسلم : « لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ ».
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: " هم بالشام ".
وهذا يوضح لنا معنى حديث نبينا صل الله عليه وسلم عند الترمذي : « إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرُّهم من خذلهم حتى تقوم الساعة » بأنهم لا يزالون على الحق ظاهرين ، فالخير في هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وهذا يدل على عدم إمكانية فساد أهل الشام بألا يكون وجود للطائفة المنصورة فيهم، وهذا أولى من قول من قال : إن المراد : إذا فسدوا فلا تهاجروا إليهم فإن فعلتم فلا خير فيكم .
وقال النبي صل الله عليه وسلم : « لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى تقوم الساعة » رواه مسلم .
والمراد بأهل الغرب في هذا الحديث أهل الشام ؛ لأنهم يقعون في الجهة الغربية الشمالية بالنسبة للمدينة النبوية .
وقال صل الله عليه وسلم : « صفوة الله من أرضه الشام » رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق .
يا أيها المجاهدون :
أنتم شامةُ عزٍّ في جبين الزمان .
عند مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : كنت عند منبر رسول الله صل الله عليه وسلم فقال رجل : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقى الحاج . وقال آخر : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمُر المسجد الحرام . وقال آخر الجهاد فى سبيل الله أفضل مما قلتم . فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صل الله عليه وسلم ، وهو يوم الجمعة ، ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه .
فأنزل الله عز وجل : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [التوبة: 19/20].
رب صل وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
د. مهران ماهر عثمان .