الرسالة الثالثة إلى المتقاعسين عن نصرة إخوانهم
قال الله تعالى : { وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } [الأنفال/73]،
ومعنى الآية : أن الكفار ينصر بعضهم بعضاً ، ونحن إذا لن نفعل ذلك ساد الفساد وكانت الفتنة ، قال ابن كثير رحمه الله في التفسير (4/98): " أي : إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين ، وإلا وقعت الفتنة في الناس ، وهو التباس الأمر ، واختلاط المؤمن بالكافر ، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض ".
وخذلان المسلم محرم .
قال نبي الله صل الله عليه وسلم : « المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يحقره » رواه مسلم .
وثبت عن جابر بن عَبْدِ اللَّهِ وأبي طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنهم جميعاً ، قالا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم : « مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ . وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ » رواه أحمد وأبو داود .
والتخاذل عن نصرة سبب لعذاب القبر .
ثبت عند ابن حبان بإسناد صحيحٍ قول نبينا صل الله عليه وسلم : « أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة ، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة ، فجلد جلدة واحدة ، فامتلأ قبره عليه ناراً ، فلما ارتفع عنه قال : علام جلدتموني ؟ قالوا : إنك صليت صلاة بغير طهور ، ومررت على مظلوم فلم تنصره ».
د. مهران ماهر عثمان
الي الرسالة الرابعة :
https://rida.forumegypt.net/t320-topic